الرافعي في معرض اسطنبول للكتاب العربي
يحكي أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي، أن مجلة عربية تصدر في أميركا، ناشدتُه أن يُعدّل على لغة مقالاته وتعده بأن يتصدر بيانه اللغوي المسرح المهجري، وحينها كما يظهر لك من كتابات الرافعي تحت راية القرآن وغيره من أدباء ومفكري ذلك الزمن، أن الإعلام العربي في المهجر، على ظرفه وقلة إمكانياته كان يصل إلى المشرق، ويتم تداوله، رغم أن نقل المطبوعات حينها، يكون غالباً بالبريد البحري، لكن حالة الاشتباك كانت قوية مع المشرق، ليس بين المسلمين العرب فقط، بل حتى المسيحيين العرب، وارجع الى نصوص الرافعي، وإشاراته ومراسلاته مع أصدقائه المسيحيين من الشام ومصر، تجد ذالك متكرراً في كتابه. مما يعني أن تيار الحرب على العربية كجامع حضاري إسلامي، والذي ارتبط بنشر العامية، أو بالتشكيك في تاريخ اللغة وفي آدابها، منذ العصر الجاهلي، لم يكن يمثل كل المسرح العربي الأدبي في حينه، ربما تصدر جدله د. طه حسين الذي أفرده الرافعي في مقدمة الكتاب، وأعلن رسمياً الحرب عليه، ولكنه دعا له دعوة صدق خاصة. حتى أني تساءلت لو كان الرافعي حياً بعد مراجعات طه حسين، والخلاصات التي حررها، المفكر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة، عن انتفاضة طه حسين في مرحلته الأخيرة على المشروع الغربي الفكري، هل كان الرافعي ليصدر الكتاب بهذا النسق، وبما تخلله من هجوم مستمر على طه؟ رحم