تُعنى الدارة بمصنفات الفقه المالكي أكثر من غيرها، و يوليها من العناية بتحقيقها و الحرص على نشرها ما لا يُولِي غيرَها، و ذلك لأسباب كثيرة؛ أوَّلها: أن مخطوطات مذهب إمام دار الهجرة تُشكِّل عَصَب المركز وتسعةَ أعشار مقتنياته، وثانيها: أن تراث السادة المالكية لم يَحظَ بمِعْشار ما يستحقه، ولا بأقلَّ ما حظيت به آثار المذاهب الأخرى من اهتمام المحققين والناشرين، مع أنه أقدمُ المذاهب الفقهية لأهل السنة والجماعة، و أرجحها أصولاً، وأقربها إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابتة، و هو اليوم أكثر المذاهب انتشاراً بين مسلمي إفريقيا، وشرق الجزيرة العربية، وبه الفتوى وإليه رجوع القضاة في أكثر من ثُلُث الدُوَل العربية، التي تتخذه مذهباً رسمياً للبلاد، وأقاليم واسعة في بلدانَ أخرى لا تعطيه هذه الصفة، و كفى بذلك حافزاً على العناية بتراث المذهب ونشر آثار أعلامه وعُلمائه.